قنصلية المغرب بأوترخت تحتفل بذكرى المسيرة والاستقلال مع أبناء الجالية المغربية

ناظورسيتي: مراسلة

في إطار تخليد الذكرى الـ48 للمسيرة الخضراء المظفرة والذكرى الـ68 لعيد الاستقلال المجيد، نظمت القنصلية العامة بأوتريخت بمقرها، حفلا حضره عدد كبير من رؤساء الجمعيات وأعضاء المجتمع المدني المغربي بهولندا.

كما عرف هذا الاحتفال الذي تميز بحضور سفير جلالة الملك بلاهاي والسيد القنصل العام للمملكة المغربية بدين بوش، تنظيم نشاط ثقافي، الأول من نوعه بأوترخت، لفائدة فئة الأطفال والشباب، تضمن مسابقات في الرسم وترديد الأناشيد الوطنية وعروض حول ذكرى المسيرة الخضراء وأهم المراحل التي قطعها المغرب من اجل الاستقلال من الاستعمار الغاشم واستكمال الوحدة الترابية لبلادنا، حيث كان الهدف منه ترسيخ هذين الحدثين التاريخيين في أذهان الأطفال والأجيال الناشئة وتعزيز شعورهم بالانتماء لوطنهم الاصلي.

وخلال هذا الحفل تم عرض شريط فيديو باللغة الهولندية، حول ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة من إنجاز شابة مغربية مزدادة بهولندا، بالإضافة لشهادة حية لمواطنة مغربية منحدرة من الأقاليم الصحراوية.

وفي ذات السياق، تم تكريم نخبة من الشابات والشبان من أبناء الجالية المغربية المقيمة بهولندا، الذين تفوقوا في دراستهم الأكاديمية أو نجحوا في مسارهم المهني من بينهم راندا العياشي، مقاولة شابة وصاحبة شركة حرة.

وقد توخت القنصلية العامة من خلال هذا التكريم تسليط الضوء على المسار المتميز لهؤلاء الشباب حتى يكونوا مصدر إلهام للشابات والشبان الطموحين في مختلف المجالات وقدوة يحتذى بها لباقي أبناء الجالية المغربية، كما تم تسليم شهادت تقديرية لكل من السيد محمد ديبة، رئيس فدرالية التجار المغاربة بهولندا والسيدة حياة الحوباشي، رئيسة جمعية "تمغربيت" لتثمين ما يتحلى به كل منهما من غيرة وطنية صادقة وروح المواطنة العالية وكذا الالتزام الراسخ لخدمة الجالية المغربية بهولندا.

وفي معرض تدخله بالمناسبة عبر السيد سفير جلالة الملك بلاهاي عن سعادته لحضور حفل تخليد مناسبتين عزيزتين على قلوب المغاربة وهما مرتبطتين، ذكرى المسيرة الخضراء المظفرة وعيد الاستقلال المجيد، كما عبر عن أهمية الاحتفال بهاتين المناسبتين، خاصة بالنسبة للشباب والأطفال حتى يعرفوا تاريخ وأمجاد بلادهم، المغرب الذي قاوم عبر التاريخ بشكل مباشر أو غير مباشر كل مظاهر التدخل الأجنبي، حيث كانت المقاومة المغربية حاضرة على جميع المستويات و المناطق بالمغرب، خاصة المنطقة الجنوبية والأطلس المتوسط ومنطقة زيان والريف، و اعتزازا وإجلالًا و إكبارًا لدم الشهداء.

كما عبر سعادة السفير عن افتخاره واعتزازه بمغاربة العالم كبارا وصغارا وثمن عاليا تضحياتهم من أجل بلدهم ممثلين أيضا بالفاعلين الجمعويين الذين يستحقون كل الثناء والتقدير، وختم كلمته بشكر المرأة المغربية بالمهجر التي تعمل على تربية وتقديم أبنائها في أحسن صورة و في ذلك خدمة عالية لجيل الغد و جالية المستقبل.

ومن جهتها، تقدمت السيدة القنصل العام بثينة الكردودي الكلالي بالشكر للآباء وأمهات الأطفال المشاركين على المجهودات التي بذلوها من أجل تشجيع وتأطير أبنائهم للمشاركة كفاعلين أساسيين في هذا النشاط، لما في ذلك من دور هام في ترسيخ الهوية المغربية في نفوسهم وتعزيز الانتماء لوطنهم الأصلي وتقوية الارتباط به من خلال التفاعل الإيجابي مع هذين العيدين الوطنين.

واستعرضت السيدة القنصل العام بهذه المناسبة أهم المحطات التي عرفها تاريخ الكفاح الوطني الذي خاضه العرش والشعب المغربي من أجل الحرية والانعتاق من رقبة الاستعمار بحصول المغرب على استقلاله عام 1956 واسترجاعه لأقاليمه الجنوبية عن طريق المسيرة الخضراء المظفرة سنة 1975، مؤكدة على أن مسيرة البناء والنماء وتحديث المغرب، وتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية ما فتئت تتواصل اليوم بالمملكة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مما يجعل المغرب في مصاف الدول الرائدة في أكثر من مجال لا سيما المجال الاقتصادي و الصناعي.

وانتهزت السيدة القنصل العام هذه الفرصة لدعوة الأطفال والشباب الحاضرين للافتخار الدائم بانتمائهم للوطنهم الأصلي والدفاع عنه وعن رموزه بأرض المهجر في جميع المناسبات والحرص الدائم على زيارته بين الفينة وأخرى لصلة الرحم مع عائلتهم بالمغرب والتشبع بهويته الحضارية وقيمه الثقافية.

وقد لقيت مختلف الأنشطة الثقافية التي أشرف على تأطيرها وتنشيطها طاقم تربوي وفني من افراد الجالية المغربية ترحابا واسعا واستحسانا كبيرا من قبل الأباء وتجاوبا متميزا من لدن الأطفال الذين شاركوا في هذا اللقاء الذي مر في أجواء مفعمة بالحماس والفرحة والشعور بالانتماء للوطن.

وفي هذا الصدد، وخلال تدخله بالمناسبة، عبر محمد ديبة عن شكره العميق على هذه الدعوة لحضور الاحتفال بهاتين المناسبتين العزيزتين، وخاصة الأنشطة المتعلقة بالأطفال الصغار التي تخللت هذا الاحتفال، وهي بادرة فريدة من نوعها بهولندا ولا شك سيكون لها الأثر الايجابي على جيل الشباب والأطفال وتعميق روابط انتمائهم لوطنهم كما دعا بالمناسبة أفراد الجالية المقيمين بهولندا لتوحيد صفوفهم والدفاع عن وحدة وطنهم وعزته ومقدساته بكل خلاص وتفان وراء جلالة الملك، محمد السادس نصره الله وأيده.

وفي ختام هذا الحفل تم عرض الرسومات المنجزة وتوزيع الجوائز والهدايا الرمزية على الأطفال المشاركين قصد تشجيعهم ومكافأتهم على الجهود المبذولة. وأسدل الستار على هذا النشاط بترديد جماعي للنشيد الوطني وتلويح الأعلام المغربية.

















المزيد من المواضيع