فرانسيس نغانو يلتقي الركراكي في حفل الكاف.. هذه قصة المقاتل المفترس الذي عاش الجوع والفقر في جبال كوروكو

ناظورسيتي: متابعة

لفت المقاتل الكاميروني "فرانسيس نغانون"، أنظار الصحافة، بعد حضوره كضيف شرف في حفل توزيع جوائز الكاف اليوم الاثنين بمراكش، حيث التقى عددا من نجوم إفريقيا ومن ضمنهم المدرب المغربي وليد الركراكي.

فرانسيس نغانو، الذي يعد واحدا من أشهر مقاتلي الفنون القتالية المختلطة، لم يكن ليعرفه العالم، لولا المغامرات التي خاضها خلال حياته التي كانت إلى غاية العشرينيات من عمره تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم، إلى غاية وصوله لأوروبا بعد هجرته سرا عبر سواحل الناظور التي عاش فيها مدة ليست بالقصيرة كمهاجر سري بجبال كوروكو.

ولد نغانو في الكاميرون عام 1986 وعاش في ظروف صعبة، ويعد هو الطفل الثاني في عائلته المكونة من خمسة أفراد، بدأ بالتنقل من منزل إلى آخر بعد طلاق والديه عندما كان عمره ست سنوات فقط، حيث بدأ عمله الأول في سن العاشرة وذلك في محجر رملي بقريته من أجل دفع تكاليف دراسته، ليصبح اليوم من أغنى الرياضيين في العالم.

بدأ الملاكمة في سن 22 في ناد صغير في مدينة دوالا بالكاميرون، ويقول في إحدى التصريحات “لا أعرف لماذا بدأت ممارسة هذه الرياضة، فهي ليست معروفة في الكاميرون”.

ومثل أغلب شباب افريقيا جنوب الصحراء، قرر فرانسيس مغادرة وطنه دون إخبار عائلته، ليأخذ الكاميروني طريق الهجرة سنة 2012 ويحمل أمتعته في حقيبة صغيرة على ظهره، فقطع النيجر والجزائر قبل أن يصل إلى المغرب حيث ينتظر المهاجرون الفرصة الملائمة للتسلل إلى إسبانيا.

نغانو استحضر في إحدى حواراته الصحفية، المطاردات مع الشرطة في المغرب وسرقة أغراضه الشخصية في غابة جبل غوروغو القريبة من مليلية، والندوب تملأ جسده من الأضلاع مرورا بالساقين إلى القدمين.

بدأ محاولته الأولى للعبور إلى إسبانيا عبر قارب قابل للنفخ، ويتذكر “لم يكن لدينا مجداف، والرجل الذي كان يقود القارب أخبرنا بأن نجدّف بأيدينا. تساءلت حينها، ما الذي يفكر به هذا الرجل! البعض يموت في البحر عندما يكون لديهم مجاديف وهذا الرجل يريدنا أن نجدّف بيدينا!”، مسترسلا في تصريح صحفي “اعتقدت أننا سنكتب التاريخ وسنكون أول من يصل إلى إسبانيا تجديفا بالأيدي”، لكن خفر السواحل أوقف حلمه، ولم يصل فرانسيس إلى إسبانيا إلا بعد سبعة محاولات مريرة.

وقد أمضى فرانسيس شهرين في السجن بسبب دخوله إسبانيا بشكل غير قانوني، وتم إطلاق سراحه نظرا لعدم وجود اتفاق ترحيل بين إسبانيا والكاميرون، ليقرر بعد ذلك السفر نحو باريس حيث أقام في مركز استقبال للمهاجرين، قبل أن يغادره ليلتقي بـ”فيرناند لوبيز” مدير نادي الفنون القتالية المختطلة، ومنحه فرناند فرصة للتدرب مجانا وقدم له المستلزمات الرياضية سنة 2013، كما سجله في دروس لتعلم اللغة الإنجليزية ونظم له مباريات للقتال.

مر الوقت بسرعة، ونغانو كان “يطيح” بخصومه داخل القفص الحديدي لبطولة القتال (ufc)، ورغم ذلك لم ينس جذوره، حيث فتح صالة ألعاب رياضية في قريته حتى يتمكن الشباب من التدرب مجانا. وكان يعود باستمرار إلى الكاميرون، حيث يتم استقباله كنجم حقيقي. ويقول في هذا الشأن “يطلب الكثير من الأشخاص التقاط الصور مع أمي”، مسترسلا “أصبحت أمي ملكة القرية”.

واصل فرانسيس نغانو، تفوقه وعينه على بطولة العالم في الوزن الثقيل في رياضة الفنون القتالية المختطلة، حتى فاز ببطولة العالم عندما أطاح ببطل العالم السابق؛ ستيب ميوسيك، بضربة قاضية في الجولة الثانية تعتبر من أعنف الضربات القاضية.

المزيد من المواضيع