جني يتواصل بالواتساب.. تفاصيل تكشف لأول مرة عن منزل “مسكون” احترق بطريقة غريبة في الحسيمة

ناظورسيتي: بدر أ – حمزة ح

على وقع الرعب والفزع، عاشت عائلة “المكي ولقاضي”، القاطنة في حي باريو بالحسيمة، أسوأ أيامها لسنة ونيف، بسبب أحداث غريبة حولت حياتها إلى جحيم، بعدما استضافت أشخاصا ادعوا أنهم رقاة بهدف تفسير ظاهرة أحجار كان رب الأسرة وزوجته وأبناؤه يعثرون عليها داخل المنزل الذي يأويهم ووسط الأثاث والأكل.

ولأن المشاهد التي أصبحت تحوم حولهم، غير مألوفة ولا يمكن تفسيرها بالعلم والمنطق، فقد ذهب اعتقاد الأسرة منذ الوهلة الأولى إلى ربط مصدرها بـ”جني” يريد الانتقام منها لغاية لا يدركها أحد، الأمر الذي دفع رب الأسرة إلى طلب المساعدة من مجموعة من الأشخاص أطلق عليهم فيما بعد وصف “الدجالين والمشعوذين” بعدما تحولت رغبته في التخلص من الموقف بالرقية الشرعية، إلى جحيم ضاعف من معاناة أبنائه وزوجته، وجعل عائلته تصارع المجهول من أجل البقاء نتيجة توصلها برسائل تهديدية عبر تطبيق الواتساب، سرعان ما تأكدت بأنها حقيقة يصعب تصديقها، من بينها احتراق غرفة النوم وخزانة الملابس أمام أعين الجميع واشتعال اللهيب في بيت ثان لقريب استضاف “المكي” بطريقة حيرت الكل وأربكت بحث الشرطة.

وحلت “ناظورسيتي”، بمنزل المكي ولقاضي، صاحب المنزل الذي تعرض لهذه الأحداث الغريبة، حيث أكد في تصريحه أن بداية القصة كانت قبل أزيد من سنة، بعدما طالبت منه زوجته العودة إلى منزله والتنقل من القنيطرة حيث كان يشتغل، لأن أحداثا غريبة أصبحت تقع البيت ولا يمكن تفسيرها إلا من طرف راق يفهم في عالم الجن والروحانيات.

وقال المكي، إن الأسرة كانت في بداية الأمر تكتشف أحجارا في الأكل وبين الأثاث ووسط المنزل، وما كان أمامه سوى طلب النجدة من أحد الرقاة، وهو ما توصل إليه بعد اتفاق مع مجموعة من الأشخاص منحهم 10 آلاف درهم، اكتشف فيما بعد أنهم “دجالون” استغلوا ابنه الزوهري في أفعال شيطانية وخطط شعوذة راموا من خلالها البحث عن الكنز في أماكن بعيدة.

والغريب فيما تعرضت له عائلة المكي، أن هذا الأخير كان يتوصل برسائل عبر تطبيق الواتساب، برقمي ابنه وزوجته المتواجدان معه، مطالبة إياه بالقيام بأشياء لا يتقبله عقله، قبل أن يتحول هذا التواصل إلى تهديد ووعيد بالانتقام وطرد من المنزل الذي غادرته لأزيد من ثلاث مرات خوفا على نفسه وأبنائه من الهلاك.

ومن بين الرسائل التي توصل بها المعني، إقامة وليمة لعدد من الأئمة بوصفة غذاء محددة، وهو ما استجاب له، لكنه بعد ذلك بيوم واحد طالب منه “الجني” الذي يرسل له الرسائل بتنظيم مأدبة ثانية ومضاعفة المبلغ الذي منحه لضيوفه، ما لم يستسغه المكي ليجد نفسه فيما بعد أمام مشاكل ومضايقات أفقدته تركيزه.

وأضاف المتحدث نفسه، أنه بالرغم من مغادرة منزله لأكثر من مرة والإقامة في أماكن أخرى بعيدة، كانت أسرته الصغيرة تتعرض لنفس المشاكل، لاسيما ظاهرة الأحجار في الأكل ووسط الأثاث، وتقطيع الملابس وتحطيم بعض التجهيزات.

وبعدما سئم من الطرد التعسفي الذي يتعرض له بسبب الرسائل المجهولة المصدر، والتهديدات التي يتوصل بها عبر هاتفه بأرقام ابنه زوجته بالرغم من إغلاقهما، قرر العودة إلى منزله للاستقرار واضعا مصيره بيد الله، وهنا وقعت الفاجعة غير المتوقعة، يكشف الضحية.

وأوضح “توصلت برسالة تهددني بالخروج للنجاة بنفسي وأسرتي، وإلا تعرض المنزل للحريق، ولأنني أصررت على البقاء، اشتعلت النيران فجأة في غرفة النوم، وسطح البيت وفي خزانة الملابس… وبعده وقعت نفس الحادثة في منزل قريب لي استضافني، إنه أمر جنوني ولا يمكن تصديقه لكنها الحقيقة”.

وتخلص المكي، حسب تصريح لـ”ناظورسيتي”، من كل هذه المشاكل بفضل أحد الرقاة الذي تواصل معه بعد الاطلاع على خبر احتراق المنزل في وسائل الإعلام، حيث تمكن من إنهاء معاناته بجلسة للرقية الشرعية أجراها للمنزل وجميع أفراد العائلة خاصة ابنه الزوهري أبرز ضحايا هذه الأحداث.

وقادت رقية المتدخل، رب الأسرة، إلى العثور على طلاسم مخبأة في أحد زوايا البيت، وبعد فكها يقول المشتكي إنه شعر براحة لا توصف وعادت حياة عائلته إلى طبيعتها.

الطفل أيوب، الذي يعتقد أنه زوهري استغله المشعوذون في أعمال السحر وطقوس الدجل، أكد رواية والده في حديثه مع “ناظورسيتي”، موضحا أن الأشخاص الذين زاروا بيتهم قبل سنة للرقية تمكنوا من السيطرة عليه بعد الانفراد به وتحويله إلى أداة في يدهم باستعمال طلاسم غريبة.

وروى “أيوب” نفس الأحداث، مضيفا أن الرقاة المزعومين كانوا يقومون بتخديره باستعمال بعض الكلمات والآيات القرآنية، ويجعلون منهم جسدا بلا روح بعد ادخاله في حالة تنويم تفقده القدرة على استعمال قدراته الذهنية وتحوله إلى وسيلة يسهل التحكم فيها.

ومن جهة ثانية، أكد قريب المكي، رواية تعرض منزله للحريق من طرف مجهول، رابطا بين الحادثة والكوابيس التي عرفها المسكن الذي تقطنه شقيقة زوجته وأبنائها، قائلا “إنهم انتقموا مني لأنني استضفت هذه العائلة في بيتي”.

ولأن الرواية صعبة التصديق، فقد وجد المكي نفسه في موقف معقد لعدم اقتناع الشرطة بأقواله، حيث ذهب بعض الأمنيين إلى اتهامه بأنه الواقف وراء هذه الوقائع وأن ابنه هو الذي كان يتواصل معه عن طواعية عبر “الواتساب”، ليتأكد بالملموس أن حل القضية سيظل عالقا ولن يأخذ مجراه القانوني نظرا لتداخل الأطراف ووجوه عنصر ثالث يفترض أنه “جني” أو مجموعة “دجالين” يتقنون استخدام الجن.

المزيد من المواضيع