أكاديميون يناقشون الانتاجات الأدبية الأمازيغية في السنة الأمازيغية الجديدة 2974

ناظورسيتي: م.ع

في إطار احتفالات جمعية أمزيان بالناضور بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974 تحت شعار "يناير احتفال بالهوية والأرض"، وتنفيذا لبرنامجها المسطر ليومها الثاني، تم تنظيم مائدة مستديرة في موضوع: "الانتاجات الأدبية الأمازيغية" بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بجهة الشرق، وجمعية تامزغا للثقافة والتنمية بالعروي ومركز أموسيغ للترجمة من وإلى اللغة الأمازيغية، حيث ترأسها وأدار أشغالها الدكتور جواد الزوبع أستاذ مؤهل بالكلية المتعددة التخصصات بالناضور، وبمشاركة الدكتور سليمان البغدادي والدكتور جمال الدين الخضيري والأستاذ عبد الرزاق العمري والأستاذ محمد الطيبي، حيث استهل مسير الجلسة جواد الزوبع بتهنئة الحاضرين بحلول السنة الأمازيغية الجديدة متفائلا بتجديد آليات الاحتفال حيث ذكر بتوقيع ديوانين شعريين بأمازيغية الريف للشاعر سعيد عبوتي حيث نوه بعقد لقاءات تنويرية وعلمية موازاة مع الاحتفالات المصاحبة لرأس السنة الأمازيغية خاصة بعد إقرارها كعطلة رسمية مؤدى عنها ببلادنا، وبسط أرضية للنقاش ممهدا لمداخلات المشاركين في المائدة المستديرة حيث طرح عدة نقط من قبيل:

-انتقال الأدب الأمازيغي من الشفهي إلى المكتوب.
-تطور الأدب الأمازيغي.
-أنواع وأجناس الأدب الأمازيغي.
-مشاكل الكتابة بالأمازيغية.

ليمنح بعد ذلك أول مداخلة للأستاذ عبد الرزاق العمري الذي خاض في موضوع الرواية الأمازيغية بصفة عامة، والرواية الأمازيغية بالريف على الخصوص، إذ تطرق لكرونولوجيا ظهور الرواية الأمازيغية انطلاقا من بلاد القبائل بالجزائر وصولا إلى الرواية الأمازيغية بالريف المغربي مع أول شرارة أطلقها الراحل محمد شاشا عبر روايته "Reẓ ṭṭabu ad d teffeɣ tfukt"، حيث تساءل الباحث مع الحاضرين عن آليات تصنيف الرواية وما القواعد الواجب اتباعها في ذلك، مستبعدا فرضية التصنيف الموضوعاتي للرواية إذ أن الرواية الأمازيغية بالريف تتناول عدة مواضيع متشابكة من قبيل رواية "Ussan inderyen s adu lalla turtut" لكاتبها مصطفى القضاوي، كما تحدث أيضا عن هوية السرد الأمازيغي الحديث بالريف، وما الحافز أو الدافع من أجل كتابر السرد الأمازيغي؟

بعد ذلك تدخل الدكتور جمال الدين الخضيري الذي تحدث عن المسرح الأمازيغي بمنطقة الريف حيث قام بجرد المسرحيات المكتوبة والتي حصرها في 19 مسرحية مكتوبة، بالرغم من أن عدد المسرحيات المعروضة على الركح أكثر بكثير من هذا الرقم، ليعرج عن مقارنة هذه المسرحيات والتقنيات المستعملة فيها وشدد على ضرورة احترام قصر الحوارات لكون طولها لا يستهوي المتتبع مما يجعل منها حوارات سردية مملة، كما تحدث عن أهمية النقد في الجانب المسرحي أو الأدبي بشكل عام، وهل آن الأوان للنقد المسرحي في الريف رغم قلة النصوص المنشورة.

مداخلة الدكتور سليمان البغدادي استهلها بالتنبيه إلى عدم التعسف على الإيزري الغنائي وجعله مكتوبا رغما عنه، فجمالية الشعر الريفي تكمن في لحنه ونغماته المسموعة، ثم تحدث عن الانتاج الأدبي الأمازيغي بالريف بين الحصيلة والتاريخ الأدبي موضحا أن البيبليوغرافيا هي مجرد أداة أو ركيزة يعتمد عليها الباحث في مجال تاريخ الأدب من أجل التحليل وليس غاية في حد ذاتها، ولكون الشعر هو الجنس الغالب في الانتاج الأمازيغي بالريف فإنه حان الوقت لتصنيف مدارس أو نماذج ريفية حيث اعتبر المتدخل الشاعر سعيد موساوي نموذجا للصورة الشعرية، في حين اعتبر الشاعر الراحل أحمد الزياني نموذجا للشعر المحمل بالمخيال الديني خاصة في ديوانه الثاني "ثاروريوت إي موراي"، كما تحدث أيضا عن تراجع جمالية الشعر الأمازيغي بالريف عبر استحداث آليات جديدة في الكتابة، كما تحدث أيضا عن السرد الأمازيغي بالريف وجدوى تصنيف الروايات، إذ اعتبر المتدخل أن جل الروايات هي عبارة عن رحلة وعن إمكانية إدراجها في أدب الرحلة.

المداخلة الأخيرة كانت من نصيب الأستاذ محمد الطيبي رئيس جمعية تامزغا للثقافة والتنمية بالعروي حيث تطرق فيها إلى دور الجمعيات في نشر ثقافة الكتاب وعن مد يد العون للمبدعين من أجل إصدار ابداعاتهم ورقيا، وكمثال على ذلك تحدث عن بعض الجمعيات المساهمة في النشر بالريف من قبيل جمعية آيث سعيذ وجمعية أزراف وكذلك الجمعية التي يترأسها رغم حداثة عهد النشر إلا أنها ساهمت في مد يد العون لمجموعة من الكتاب وإخراج أعمالهم الأدبية إلى حيز الوجود وطالب بتظافر الجهود من أجل المضي قدما في مثل هذه المبادرات.

وفي الختام تناول الكلمة رئيس الجلسة الدكتور جواد الزوبع حيث نوه بمداخلات جميع المشاركين، واغتنم الفرصة من أجل التأكيد على ضرورة الاستمرار في عقد مثل هذه الجلسات وضرورة تكوين المبدعين في مجال الكتابة بالأمازيغية من أجل تسهيل مأمورية تدوين إبداعاتهم بشكل صحيح، كما نوه بالمجهودات المبذولة على المستوى الأكاديمي خاصة بشعب وماسترات الدراسات الأمازيغية التي تساهم بإنتاج مواد وبحوث علمية قيمة، وقد خلصت المائدة إلى عدة توصيات هي كالتالي:

-تنظيم دورات تكوينية دورية للمبدعين في مجال الأدب الأمازيغي من أجل إكسابهم الطرق الصحيحة في الكتابة واتقان الكتابة بالأمازيغية من أجل تسهيل تدوين إبداعاتهم.

-التنسيق بين الجمعيات ومختلف المؤسسات من أجل تنظيم مسابقات تحفيزية للإنتاجات الأدبية الأمازيغية.
-تنظيم لقاءات للتعريف بالإصدارات الأمازيغية والتسويق لها.

وفي الختام فقد عرفت المائدة المستديرة المقامة حول “الانتاجات الأدبية الأمازيغية” متابعة ونقاشا هاما بين مختلف الحاضرين من فعاليات أكاديمية وثقافية وباحثين.

المزيد من المواضيع